شهدت أروقة المسجد الحرام خلال خطبة الجمعة طرحا مهما حول سعي الإنسان الأزلي نحو تحقيق السعادة وبلوغ الحياة الكريمة حيث أوضح الخطيب أن الباحثين عن الطمأنينة والعيش الرغيد من أصحاب العقول قد سلكوا دروبا متعددة واخترعوا لأنفسهم فلسفات ومناهج مختلفة معتقدين أنها ستقودهم حتما إلى تحقيق أحلامهم وإدراك أمانيهم المنشودة.
وأشار إلى أن القاسم المشترك بين هذه المناهج المختلفة التي ابتكرها البشر هو الاعتقاد الراسخ لدى أتباعها بأن الالتزام بها سيضمن لهم الوصول إلى غايتهم النهائية وهي العيش السعيد والحياة المطمئنة فلقد بنوا آمالهم على أسس وقواعد من صنع فكرهم واجتهادهم وحسبوا أن في تطبيقها إدراكا لكل ما يتمنون وبلوغا لأقصى درجات الرضا النفسي.
وأضاف الخطيب أن تلك المساعي البشرية تنوعت وتفرقت فمنهم من رأى السعادة في جمع المال ومنهم من اعتقد أنها في الجاه والسلطان وآخرون وضعوا لأنفسهم نظريات فكرية وفلسفات معقدة وجعلوا منها دليلا ومرشدا في مسيرتهم الحياتية وكل فريق منهم كان يظن أن منهجه هو الأصوب وأن طريقه هو الأوحد لبلوغ السعادة الكاملة.
