
جرى التأكيد على أن المفهوم الحديث للمحميات الطبيعية شهد تحولا جذريا في فلسفته وأهدافه حيث أصبح أكثر شمولية من أي وقت مضى فالرؤية المعاصرة لم تعد تقتصر على حماية المكونات البيئية التقليدية بل امتدت لتضع الإنسان والمجتمع المحلي في صميم استراتيجيات الحماية والتنمية المستدامة.
فالمحمية بمفهومها الشامل اليوم أصبحت منظومة متكاملة تعنى بالمواطن والبيئة معا حيث يتم العمل على تحقيق التوازن بين متطلبات الحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد وبين تلبية احتياجات السكان المحليين وضمان مشاركتهم الفاعلة في جهود الصون والتطوير.
ويختلف هذا التوجه كليا عن المراحل السابقة التي كان ينصب فيها التركيز بشكل حصري على حماية الطبيعة بعناصرها المختلفة من الكائنات الحية والغطاء النباتي دون النظر إلى الأبعاد الاجتماعية أو الاقتصادية للمجتمعات المحيطة بهذه المناطق.