
تناولت ورشة عمل متخصصة في فن التعليق الصوتي مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى صقل مهارات الموهوبين ونقلهم إلى مستويات احترافية متقدمة حيث تم التركيز على الجوانب التطبيقية والنظرية للمهنة بالإضافة إلى مناقشة مستقبلها في ظل التطورات التقنية الحديثة وتأثيرها على العاملين في هذا المجال الإبداعي.
وفي سياق تفاعل الحضور مع محتوى الورشة أثير تساؤل مهم حول تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستقبل المهنة وأوضح المحاضر عبدالسلام أن التكنولوجيا على الرغم من تطورها لا يمكنها أن تحل محل العنصر البشري نظرا لافتقارها إلى المشاعر ودفء الأداء اللذين يمثلان جوهر التواصل الصوتي الفعال والمؤثر.
واستعرضت الورشة أيضا المسار المهني الذي يسلكه المعلق الصوتي بدءا من مرحلة التقليد والمحاكاة وصولا إلى مرحلة الاحتراف الكامل وتم توضيح أن مجالات العمل في هذا القطاع متنوعة وتشمل قطاعات مختلفة مثل التعليق على الإعلانات التجارية والأفلام الوثائقية بالإضافة إلى النمو الملحوظ في مجال إنتاج البودكاست.
في الجانب التطبيقي للورشة جرى استعراض عدد من التمارين الصوتية الحيوية وشملت هذه التمارين تمرين القلم الذي يعمل على تحسين مخارج الحروف والنطق وتمرين الهمهمة المصمم للتحكم الدقيق في اللكنة واللهجة كما تم شرح تمارين التنفس ودورها في تقوية النفس أثناء الإلقاء مما يمنح المعلق قدرة أكبر على أداء الجمل الطويلة بسلاسة.
وإلى جانب ذلك تم تسليط الضوء على أهمية فهم المعلق لمساحته الصوتية الخاصة وكيفية توسيعها عبر توظيف مفهوم الأوكتاف وهو ما يمكنه من التحكم في النفس وتنويع نبرات صوته بفاعلية وجرى التأكيد على أن تحقيق النجاح في عالم التعليق الصوتي يعتمد على معادلة متكاملة تجمع بين الموهبة الفطرية والانضباط الصارم والالتزام بالتطوير المستمر للمهارات لمواكبة متطلبات السوق المتغيرة.