
جرى التأكيد على أن المسرح يمثل أداة فاعلة وحيوية لإعادة إحياء الموروث الثقافي العريق وتقديمه للأجيال الجديدة بلغة ورؤية معاصرة تخاطب واقعهم. فهو لا يقتصر على كونه فنا ترفيهيا بل يمثل استثمارا استراتيجيا في صميم الهوية الوطنية ويعمل على تعزيزها وترسيخها في الوجدان الجماعي للمجتمع.
يلعب الفن المسرحي دورا محوريا في نفض الغبار عن كنوز التراث الإنساني وإعادة الحياة إلى القصص والحكايات التي شكلت ذاكرة الشعوب. من خلال القوالب الفنية الحديثة وتقنيات العرض المبتكرة يعيد المسرح صياغة هذا الإرث الثقافي ليصبح أكثر قربا وتأثيرا في الجمهور المعاصر ويضمن استمراريته وتفاعله مع الحاضر.
يبرز المسرح كذلك كجسر فعال للتواصل الإنساني ومنصة للحوار بين الثقافات المختلفة. فعندما يعرض عمل مسرحي تراث أمة ما فإنه يفتح نافذة تطل منها الشعوب الأخرى على قيمها وتاريخها مما يعمق التفاهم المتبادل ويؤسس لغة إنسانية مشتركة تتجاوز حواجز اللغات والجغرافيا.
إن توظيف المسرح في استلهام التراث لا يعد مجرد عمل فني بل هو استثمار بعيد المدى في هوية الأوطان وأساس متين للحفاظ عليها. فمن خلال خشبة المسرح تتجسد قيم المجتمع وتاريخه مما يرسخ الشعور بالانتماء لدى الأجيال الشابة ويجعلهم أكثر ارتباطا بجذورهم الحضارية.