
أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر جهودا واسعة النطاق تستهدف إعادة تأهيل وتطوير المساحات الخضراء في أنحاء متفرقة من المملكة حيث تشمل المبادرة البيئية الطموحة 33 موقعا تم اختيارها بعناية لتنفيذ برنامج متكامل يعزز من التنوع النباتي ويستعيد التوازن البيئي في تلك المناطق.
يأتي هذا المشروع الضخم كثمرة للتعاون الاستراتيجي مع برنامج استمطار السحب الذي يلعب دورا محوريا في تعزيز كميات الهطول المطري مما يوفر الظروف المثالية لنجاح عمليات التشجير ونمو النباتات البرية فالتنسيق بين الجهتين يمثل نموذجا للتكامل بين البرامج الوطنية لتحقيق أهداف بيئية مشتركة.
وتعتمد هذه الجهود على استراتيجية مزدوجة تجمع بين نثر بذور النباتات المحلية الملائمة للبيئة الصحراوية وتطبيق تقنيات حديثة لحصاد مياه الأمطار بما يضمن توفير الموارد المائية اللازمة لنمو تلك البذور واستدامتها ويساهم في استعادة الغطاء النباتي الطبيعي بشكل فعال.
إن توزيع المواقع الثلاثة والثلاثين على مناطق جغرافية متنوعة في المملكة يعكس شمولية الخطة ورغبة القائمين عليها في تحقيق تأثير بيئي ملموس على المستوى الوطني حيث تمثل هذه المواقع نقاطا حيوية تحتاج إلى تدخل عاجل لإعادة إحيائها واستعادة عافيتها الطبيعية.
وتهدف المبادرة في جوهرها إلى مكافحة ظاهرة التصحر التي تشكل تحديا بيئيا كبيرا والعمل على زيادة الرقعة الخضراء وتحسين جودة الهواء فضلا عن دعم التنوع البيولوجي من خلال إعادة توطين النباتات الأصيلة التي تعتبر جزءا أساسيا من النظام البيئي المحلي.