كتب الأطفال والثقافة الوطنية.. خبيرة تربوية تشدد على ضرورة تعزيز الهوية

كتب الأطفال والثقافة الوطنية.. خبيرة تربوية تشدد على ضرورة تعزيز الهوية
كتب الأطفال والثقافة الوطنية.. خبيرة تربوية تشدد على ضرورة تعزيز الهوية

أكدت إحدى الخبيرات في مجال أدب الطفل خلال تصريح إعلامي على أن صناعة المحتوى المعرفي والتربوي الموجه للصغار تتطلب رؤية أعمق من مجرد النقل اللغوي. وشددت على ضرورة تجاوز الترجمة الحرفية للنصوص الأجنبية والعمل بدلا من ذلك على تكييفها بما يخدم الهوية الثقافية وينسجم مع المبادئ والقيم المحلية الأصيلة.

وأوضحت أن عملية استيراد الكتب والمعارف من ثقافات أخرى دون تمحيص أو تعديل قد تخلق حالة من الاغتراب لدى الطفل. فالنصوص التي تترجم كلمة بكلمة تفشل غالبا في ملامسة واقعه وبيئته ما يضعف من قدرتها على إيصال الرسائل التربوية المستهدفة ويجعلها مجرد قصص عابرة لا تترك أثرا يذكر في تكوينه الفكري والشخصي.

وفي المقابل فإن المنهجية الصحيحة تقوم على إثراء المحتوى الأصلي بعناصر من الثقافة الوطنية. وهذا الإثراء لا يقتصر على اللغة فحسب بل يمتد ليشمل تعديل الأسماء والأماكن والمواقف الاجتماعية لتصبح أكثر قربا وفهما للطفل والمربي على حد سواء. إنها عملية إعادة صياغة إبداعية تضيف للعمل الأصلي بعدا محليا يجعله نابضا بالحياة ومتصلا بالجذور.

وأشارت إلى أن الكتب الجيدة لا تخاطب الطفل بمفرده بل هي أداة فعالة بيد المربين والآباء لتوجيه الأبناء. وعندما يكون المحتوى معززا بالقيم المجتمعية الأصيلة فإنه يمنح المربي مادة غنية يمكن الاستناد إليها في ترسيخ المفاهيم الأخلاقية والسلوكية السليمة بأسلوب شيق ومحبب لدى الأجيال الناشئة.

ويعد هذا التوجه جزءا من جهد أوسع يهدف إلى بناء شخصية وطنية متوازنة تعتز بتراثها وتنفتح على العالم بوعي. فالعناية بما يقرأه الأطفال اليوم هو استثمار مباشر في هوية المستقبل وضمان لتربية جيل يدرك خصوصيته الثقافية ويحمل قيم مجتمعه الأصيلة أينما كان.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *